بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب.

--------------------------------------------------------------
================================================

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 47853d2c4e

أندريا بيرلو.. لاعب وسط يجيد اللعب في أكثر من مركز، فبعد أن بدأ كصانع العاب عاد ليلعب كلاعب ارتكاز وليظهر إمكانياته الكبيرة... أهم ما يميز طريقته في اللعب السيطرة على الكرة ونظرته الرائعة وتمريراته السحرية الأروع وركلاته الثابتة، ورغم أنه لم يتجاوز 26 عاماً إلا أنه حجز لنفسه مكاناً ثابتاً أساسياً مع الميلان بين تشكيلة تضم الكثير من نجوم العالم ونجح في موسم واحد أن يتحول من صانع للألعاب إلى لاعب ارتكاز وأن يتألق في هذا المركز حتى إن كل من لعب إلى جانبه وصف متعة اللعب إلى جانب ذاك الايطالي.

يملك بيرلو قدم تمرر ولا تخطيء وميزته بالمراوغة والسيطرة على الكرة في أى موضع لاتتكرر كثيراً.. فلاعبي الفريق الخصم أمامه يصبحون أقزاماً مهما كانوا كباراً، قد يبدو من شكله أنه صغير البنية...ولكن نظرته للمرمى وتمريراته ومهاراته غير الاعتيادية أوصلته إلى حد المقارنة مع باجيو النجم المحبوب.. وقد كانت مشكلة بيرلو هي كثرة الانتقالات ولكن الآن وبعد أن استقر فى ميلان فقد بدأ مستواه يتطور بما لايقبل مجالا للشك.

وقد كان عام 2000 عاماً مميزاً لبيرلو بعد أن كان قد شارك منتخب ايطاليا تحت 23 وتحت 21 سنة لمدة طويلة فحقق خلال ذلك بطولة أوروبا ووصل لربع نهائي اولمبياد سيدنى وتألق بشكل باهر (كما سيأتى لاحقاً) حتى بدأت الآمال بقيادة الجيل الجديد تعقد عليه.. ورغم نه كان يحمل الرقم 10 ويلعب كصانع العاب إلا أن الكثير من أهداف الأتزورى كانت من قبل بيرلو حتى أنه وبوجود لاعبين يفوقونه في الخبرة إلا أن شارة القيادة لم يسلمها المدرب تارديلى آنذاك إلا له ويقول عنه تارديلي (إنه باجيو الصغير... إنه باجيو تارديلى).

.. لكن وبالرغم من كل ذلك التألق والإبهار إلا أنه يمكننا القول بأن حكاية بيرلو الحقيقية مع كرة القدم والنجومية قد بدأت فعلياً موسم 2001 وتحديداً بعد انضمامه إلى... ميلان الحلم.

## من هنا كانت البداية ##

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 3748454d1e

لقد كان تارديلى من أشد المعجبين ببيرلو حتى أنه عندما جاء لتدريب الانتر طالب باستعادته بعد أن كان قد أعير إلى ريجينا، وقد كان بيرلو النجم الأبرز في بطولة أوربا 2000 فقاد بلاده للبطولة فى مباراة الافتتاح التى فاز فيها بهدفين نظيفين على المنتخب الانجليزي.. وفجر بيرلو موهبته فى المباراة النهائية أمام منتخب التشيك حيث سجل هدفين فى تلك المباراة قادت ايطاليا الى الفوز 2-1 وتحقيق لقب البطولة للمرة الرابعة للمنتخب والأولى له وهى أيضا أولى إنجازاته ولكنها بالتأكيد لم تكن الأخيرة، وفى اولمبياد سيدنى كانت كل الأنظار موجهة نحو استراليا وبالتحديد نحو سيدنى ولكن أنظار الطليان كانت موجهة نحو منتخبهم وبالتحديد نحو كابتن المنتخب بيرلو..ففى مباراة الافتتاح فاز المنتخب الايطالي على نظيره الاسترالي صاحب الأرض بهدف وحيد أحرزه بيرلو بعد أن نجح فى مراوغة مدافعين استراليين، وانتصر أيضاً المنتخب الأتزورى على هندوراس 3-1 ثم تعادل مع نيجيريا 1-1 بعد أن كان قد ضمن التأهل إلى الدور الثاني وقد خسر الطليان أمام منتخب اسبانيا فضاعت آمال بيرلو بتحقيق ثاني بطولة مهمة فى سنة واحدة مع الاتزورى الصغير ولكنه كسب الكثير من خلال مشاركته فى هذه البطولة وقد أكد أنه نجم قادم وبقوة

## الكالشيو... الطريق الصعب ##

[url=http://www.3slup.net/] بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 6069e82cbb

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 6069e82cbb

لقد بدأ بيرلو مسيرته فى الدورى الايطالي مع بريشيا فريق مدينته التى ولد فيها موسم 94-95 ، ولكنه لصغر سنه فقد شارك فى مباراة واحدة ونزل الفريق للدرجة الثانية.. وأخذ بيرلو فرصة اكبر بعد أن لعب مباراة احزز خلالها هدفين، وفى موسم 96-97 حجز لنفسه مكاناً فى تشكيلة بريشيا وشارك فى 29 مباراة وسجل 4 أهداف كانت كفيلة بصعود فريقه الى الدرجة الأولى من جديد، وبعد الصعود لعب 18 مباراة تألق فيها بشكل بارز جداً وكان تألقه كفيلاً بتوجيه أنظار الانتر إليه

******
\

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 10ee1940fd

بعد أن وقع للانتر، أطلق بيرلو تصريحاً مؤثراً بين فيه مدى إعجابه وعشقه الكبير لباجيو (عندما كنت طفلاً كنت أصيح هيا باجيو، وعندما بلغت الخامسة عشر كنت أراهن على أننى سأكون باجيو يوماً ما.. باجيو كان دوماً مثلى الأعلى) وأضاف (من الرائع أننى سأتدرب مع باجيو كل يوم أريد أن اعرف سره وأتعلم منه ، أتمنى أن ألعب معه وعندما لايلعب أريد أن أكون على الملعب مكانه وفي خلال عامين أتمنى أن أصبح باجيو الانتر الجديد ... أعرف أن الانتر ربما يعيرنى ولو طلب منى ذلك سأفعل ولكننى أفضل أن أبقى هنا فى الانتر مع باجيو) وفى أول موسم له شارك بيرلو فى 18 مباراة معظمها كان يدخل فيها من دكة الاحتياط فأعير إلى ريجينا ومع موسم 99-2000 استطاع أخذ الفرصة وتألق مسجلاً 6 أهداف خلال 28 مباراة فقرر الانتر استعادته حيث كان قد قرر بيع باجيو وأصبح بحاجة الى صانع ألعاب وقال بيرلو فى تلك اللحظات (سأعود الى الانتر وسألعب هناك فى الموسم المقبل) وأضاف ( أتمنى أن أجد مكاناً فى الفريق ولكن الأمر صعب)، ومع أن تارديلي مدرب الانتر هو أشد المعجبين به إلا أنه لم يلعب إلا لنصف موسم 2000-2001..حيث أنه لم يشارك إلا فى أربع مباريات فانتقل بيرلو فى يناير إلى بريشيا على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، وتجدر الإشارة الى أن بيرلو بعد أن فشل فى حجز مكان له مع الانتر طلب من إدارة الفريق إعارته قبل ذهابه إلى سلوفينيا لمباراة مع منتخب ايطاليا تحت 21 سنة.

ومع بريشيا لعب بيرلو إلى جانب باجيو وحقق حلمه مشكلاً ثنائياً خطيراً وقد أعجب باجيو ببيرلو كثيراً حتى أنه عندما سأله أحد الصحفيين قائلاً له من تتوقع أن يكون خليفتك فى الملاعب أجابه دون تردد اندريا بيرلو...وبعد ذلك عاد بيرلو إلى الانتر فى نهاية الموسم ثم انتقل الى الميلان بعد ذلك بشهر لحاجة الأخير لصانع العاب

##ميلان... الحلم ##

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 03d74d4417

وفى أول مواسمه مع فريقه الجديد لم يبدأ بيرلو بداية جيدة ولكن وسط الموسم ونهايته كشفت للجميع ما يمكن أن يفعله هذا اللاعب، فشارك فى 18 مباراة سجل خلالها هدفين وكان إلى جانب اينزاغى السبب فى تحقيق المركز الرابع وضمان التأهل إلى دورى الأبطال.. وقال عنه تراباتونى بعد أن استدعاه إلى المنتخب (بيرلو مفاجأة رائعة، إنه يستعمل رأسه تماماً مثل ريفيرا وحتى طريقته فى السيطرة على المباريات تذكرنا بذلك النجم الكبير) وأضاف (لقد تتبعته بشكل مكثف هذا الموسم وأؤكد أنه يملك خصائص غير اعتيادية ولديه نظرة ثاقبة ويمكنه تمرير الكرة بدقة من اللمسة الأولى وشخصيته قوية ووضع الميلان الرائع حالياً يعطيه الثقة ويأخذ البعض من خجله الطبيعى وهذا ما أتاح له أن يتقدم خطوة على طريق النجومية)... وقد رد بيرلو عن هذا التصريح بقوله ( لقد تمت مقارنتي بريفيرا منذ كنت صغيراً وسأكون فى غاية السعادة لو أتيح لي أن أعيش بجزء بسيط من مسيرته الحافلة).

وبعد قدوم ريفالدو ووجود روى كوستا انتشرت الشائعات بانتقال بيرلو من الفريق ولكن لشدة رغبة النادى وثقتهم به صرح غاليانى نائب الرئيس فوراً بأن بيرلو ليس للبيع وأضاف (ليس لدينا أية نية لبيع بيرلو والميلان لن يبيعه أبداً).. وهكذا استمر بيرلو مع الميلان بعد أن حوله انشلوتى إلى لاعب ارتكاز ونجح بيرلو بشكل رائع فى مركزه الجديد وتمكن من حجز مكان له فى تشكيلة فريق النجوم، وقدم بيرلو فى موسم 2002-2003.. مستويات مميزة وحصل على تقييمات عالية من الصحف الايطالية على مدار الموسم وأظهر مهارة جديدة فى تنفيذ ركلات الجزاء بأسلوب ذكى وممتع ويجيب بيرلو بكل تواضع عن سر نجاحاته فى تنفيذها (كل مافى الأمر أننى لا أنظر إلى الكرة أبداً.. أركز على حارس المرمى طيلة الوقت إلى أن أسدد وألاحظ أين يقفز ثم أسددها للناحية الأخرى) وحول فوزهم الكبير بلقب دورى أبطال أوروبا وكأس ايطاليا يقول (إنه أسبوع رائع جداً ورسخ فى مخيلتى إلى الأبد.. كيف لا وأنت تفوز بكأسين فى نفس الأسبوع، أنا أوجه الشكر إلى الجميع).

##موسم بيرلو ##

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. E4586844fe

كان موسم 2003-2004.. موسم ميلان وكذلك كان موسم بيرلو فأسكت تلك الألسن التى طالما انتقدته وأجحفت فى حقه وتألق فى صفوف ميلان كما لم يتألق من قبل، مرتقياً صحبة كاكا وشفشنكو والآخرين بفريق ميلان إلى القمة بعد إحرازهم للقب السكوديتو... أما أهدافه التى أحرزها فى ذلك الموسم فقد عززت الاعتقاد السائد بأن بيرلو كان مميتاً فى الملعب.
وقد بدا واضحاً فرح بيرلو وتأثره الكبير عقب الفوز باللقب حيث صرح قائلاً (لقد كنا على علم بمدى قوتنا ثم أن الفوز على الفرق الكبيرة زاد من ثقتنا، اللقب والإنجاز الأخير نستحقه بلا أدني شك) ثم أضاف (لقد قضيت موسمين رائعين مليئين بالفوز والإنجازات والرضى التام.. أنا أهدى هذا اللقب إلى الجميع لطفلى وزوجتى وكل من يحبني، الآن أستطيع أن أركز أيضاً على بطولة أوربا القادمة)

لكن يورو 2004 فى البرتغال كانت قصة حزينة لبيرلو وايطاليا فلم يحتفظ منها إلا بدموع كاسانو وابتسامة زاغوراكيس، وقد استطاع اولمبياد أثينا أن يمسح بعضاً من آثار ذلك الحزن الدفين عندما نجح منتخب الأتزورى بقيادة قائده الفذ بيرلو من احتلال المركز الثالث وحصد الميدالية البرونزية

وبعيداً عن الملاعب فإن بيرلو إنسان خجول وهادئ فى طباعه وتعامله مع الآخرين ولذا يستغرب المقربون منه كيف أن هذا الإنسان الخجول يستطيع أن يتحول إلى إعصار مدمر وخطر داهم فيزعج منافسيه بحركته الدائمة ومراوغته الخطيرة وأهدافه التى لاترد.... ولكننا أيضاً يمكننا القول بأن بيرلو يختلف عن بقية لاعبي الارتكاز أمثال فييرا وايمرسون وجيرارد وحتى قاتوزو حيث أن أسلوبه الراقي ومهارته الخلاقة كانت دوماً قادرة على أن تشعر المنافس بالضعف وتصيبه بالتوتر وتجبره على ارتكاب الأخطاء كلما واجه اللاعب بيرلو.

وعلى كل حال فلم يكن الموسم الماضى ليمثل اختلافاً عن سابقيه من حيث روعة أداء ملك الوسط وقد امتد تألقه ليشمل أيضاً المنتخب الأزرق الذى دخل عهداً جديداً بإشراف مارشيلو ليبى والذى وكغيره من المدربين لم يتوانى عن إظهار إعجابه وتقديره للساحر بيرلو عندما قال (يملك المنتخب الايطالي قائدين فى الملعب، أحدهما هو القائد الفعلى وهو كانافارو.. أما الآخر هو قائد خفي ذا قيمة ثابتة ومجهود سخي وهو بالتأكيد اندريا بيرلو ).

بيرلو... اللاعب الذى تنحنى له أعشاب الملعب. 4668a6789e

مع اقتراب موعد انطلاق مونديال ألمانيا هاهي ايطاليا تقف واضعة الايدى على القلوب منتظرة بفارغ الصبر ما سيحققه بيرلو وزملاؤه فى ذلك الحدث.

وبعد.... لقد حاولت أن أجد وصفاً مناسباً لما يجسده اندريا بيرلو داخل الملعب وخارجه فوجدت التالي....

صاخب كموج البحر وهادئ مثل النسيم.. نفض الغبار عن نفسه وفتح أمامه أبواب الانطلاق بالمجيء الى ميلان.. يبدأ الهجمة بقوة ويستطيع تخطى المدافعين الواحد تلو الآخر... يغطى بوضوح كل الفراغات التي يتركها زملائه... مجتهد ومثابر حتى يكون أفضل لاعب يمكن أن يكونه ويتحمل دوره فى الملعب بفخر... وقد مثلت أهدافه الحالمة سلاحاً لطالما تسلح به ميلان كلما دعت الحاجة الى حسم الأمر وإحداث الفرق... فهل هذا يتحقق عن طريق قدميه الساحرتين؟ أو من عينيه النشطتين والفاحصتين؟ أو من شخصيته المميزة؟.. إنه بلا شك خليط من الصفات الخاصة جداً التي يتمتع بها هذا الفتى المحبوب

## بطاقة رياضية ##